تطوير التعليم .اعتذار وتساؤلات
الدكتور أحمد إسماعيل
يكتب : تطوير التعليم ..
. أعذار وتساؤلات حقيقة قد يكون السيد وزير التعليم الحالي مظلوما في أنه تم اختياره لتنفيذ استراتيحية التعليم مع أنه عقلية تصلح للتخطيط وليس التنفيذ – علي حد قول البعض -،،، ولكن مع هذه الأعذار الراقية التي يلتمسها البعض للسيد الوزير تتبادر إلي الذهن كثير من التساؤلات ومنها : – هل معالي الوزير لا يدرى أنه لا يصلح للتنفيذ؟ … – وبما أنه ليس لديه مقومات التنفيذ لماذا تصدي له؟ – وبما أنه استراتيجي وعقلية بارعة في التخطيط، فلماذا لم يستدرك في التنفيذ ترتيب أولويات تنفيذ الخطط والاستراتيجيات؟ أليس المهندس الذي قام بتصميم الرسم الهندسي للبناء قادر علي رصد اخطاء تنفيذه قبل اي شخص آخر!!!! – عندما بدء في الإشراف علي تنفيذ الخطط لماذا خرج علينا بسلسلة من التصريحات التي أثارت ارتباكا في كل أطراف العملية التعليمية طالما أنه ليس لديه مقومات التنفيذ وليس علي دراية كاملة بها؟! – ولماذا لم يلفت سيادته أنظار المعنيين بالتنفيذ معه ان الاستراتيجية لابد أن تعتمد علي ١- التخطيط ثم ٢- تحديد معايير الجودة ثم ٣- التحسين الهيكلي ثم ٤- التحسين في النظم المعلوماتية ، وكيف لهذا الشخص المتميز في قدراته علي ابتكار الخطط والاستراتيجيات أن يبدأ بالنظم مباشرة دون الاهتمام بمدي الضعف في البنية التحتية اللازمة لتكون أساس البناء الذي تقوم عليه استراتيجيته فيما يخص رقمنة الامتحانات والمناهج … – لكل خطة معوقات وتهديدات ونقاط ضعف من الممكن أن تواجهها ، فعل وضع سيادته في استراتيجياته وخططه اي حسبان لهذه الأمور ووضع لها خططا فرعية للتصدي لها والعمل علي حلها ،، وخاصة أن هذه الأمور تعتبر ركنا أصيلا من اي استراتيجية وهو ما يسميه المخططون وعلماء الإدارة بالتحليل الرباعي … * مع كامل احترامي لآراء المتعاطفين والذين يلتمسون الأعذار، ولكن من قام بتنفيذ الخطة كان مثل البنا الذي بدأ تشييد قصر جميل وأقام جدرانه وواجهاته المزخرفه التي كبلت للدولة مليارات ثم كانت المفاجأة أنه لم يهتم بوضع أساس البناء فكانت النتيجة المنطقية ،، كون السيد الوزير استراتيجي وصاحب افكار ومبدع في التخطيط كنا ننتظر منه أن يستدرك كل هذه الأخطاء أثناء التنفيذ … هل من الممكن رصد ما تسببت فيه خطة التابلت من ضغوط وخلل في كل العملية التعليمية في العام الدراسي المنقضي،،، – هل من الممكن أن يستوعب أحد أن كل المدارس الحكومية من رياض الأطفال والابتدائية إلي الثانوية كانت تعاني العدم في احتياجات العملية التعليمية من أوراق واحبار واقلام وحتي ادوات نظافة ، وكان البطل الحقيقي لسد العجز هو الجهود الذاتية !!!!! – هل يعقل انه في ظل العجز الذي تعاني منه كل المدارس تقوم الوزارة بعشرات البرامج التدريبية المكثفة للمعلمين اجباريا ولفترات زمنية طويلة تزامنا مع اليوم الدراسي لتحول دون قيام المعلم بمهامه في المدرسة ، وما مردود هذا التدريب علي المعلم، وهل يتناسب مع كل ما أنفق من وقت وجهد وماذا عن تنظيم البرامج التدريبية وتكدس عدد المعلمين في قاعات التدريب، وماذا عن الضغوط المالية والاجتماعية التي تتسبب فيها مثل هذه القرارات علي المعلمين والتلاميذ ايضا … – هل يعقل أن الكثير من المقررات الدراسية لم يتم تدريسها بشكل كاف وأن بعض المدارس الحكومية تستعين بطلاب التربية العملي لسد عجز الحصص لنقص المدرسين … – هل من التطوير ان يصدر معاليه قرارات بالاعلان عن وظائف لتعاقدات مع مدرسين لمدة فصل دراسي واحد (شهرين) ألم يكن هذا قمة التفكير غير المنهجي ، والخلل في التنفيذ والتلاعب بأحلام الشباب في الحصول علي وظيفه رغم كل ما فيها من مرارة وقسوة في ظل التخبط الذي تعاني منه العملية التعليمية كلها…. أري أن التعاطف مع مسئول أو التماس الأعذار له يتطلب الاطلاع أولا علي كثير من المآسي التي عانت منها العملية التعليمية طيلة العام التعليمي المنقضي ، الذي نتمني الا يعود مثله علي مدارسنا وان يشهد العام المقبل انفراج في الإجراءات والاليات التي يشعر بها جميع أطراف العملية التعليمية بدءا من التلميذ والمعلم مرورا بالكوادر الإدارية بدفي المدارس وصولا إلي أولياء الأمور ، ثم المجتمع كله الذي لو اهتمت وزارة التربية والتعليم بوضع خطة للارتقاء بالاخلاقيات العامة واحترام المعلم والكبير لاستشعر المجتمع كله أن لدينا وزارة ل (التربية) والتعليم ….. ومع كل ما سبق لابد من التأكيد علي أهمية وضرورة المضي قدما في خطة مصر لتطوير التعليم وفقا لرؤية مصر ٢٠٣٠ ولكن باآليات تنفيذ تراعي الأسلوب العلمي وترتيب الأولويات .. حفظ الله مصر